هكــــذا أكـــون

Thursday, December 06, 2007



بالأمس فقط فقدت صديقتي أعز ما تملك ,فقدت سندها وكل شيء في الدنيا ..فقدت أباها...لن أقل انها كانت مفاجأة لهم وانما يوما مرتقبا يخشون مجيئه بعدما أكد الأطباء لهم أصابته بالسرطان وانه في أخر أيامه ولن يعيش أكثر من شهرين....هكذا بكل بساطة عليهم ان يتقبلوا رحيله وعجز الأطباء عن فعل أي شىء لأقتلاع ألمه أوللحيلولة دون فقد هذه الأسرة سندها التي ترتكز عليه علما بأن هذه ليست الخسارة الأولي لهم فقد سبق أن حلق شبح الموت عليهم من قبل عندما رحلت ابنته منذ ما يقرب من عامين في حادث سيارة تعرضوا له جميعا ونجوا منه سواها هي,,لم يكد جراح هذه الأسرة أن ينطوي حتي جاء هذا الخبر الذي زاده وجعله غير قابل للشفاء الي الأبد,لا أعلم لماذا عندما سمعت توقعات الأطباءالمسبقة بوفاته تملكتني حالة من الأستياء الشديد ,فهذا الرجل لاقي حالة من اللامبالاة وكم من العناء بجانب عناء مرضه بما يفوق تحمله ,وتلقت أسرته نبأ أقتراب وفاته وجعلت تخشي توالي الأيام التي بمرورها يقترب من نهايته وخشية من أن "خبطتين في الراس توجع",صراحة انها لا توجع فحسب بل تدمر و تزلزل.ماذا يكون سلوي هذه الأسرة البائسة بعدما جاءت المصائب تتحدف عليهم من كل حدب وصوب؟؟....ولن أحكي عن أطباء لم يعبأوا بمداواة ألمه لمجرد أنه ميت ميت,,ولن أحكي عن المستشفيات التي رفضت أستقباله وقالوا لأهله بدون رحمة انه ليس الا مجرد جثة!!فعلوا هذا بهم ولم يتلطفوا به ولا بأسرته التي تريد أن توفر له قدر من الرعاية الكاملة حتي ولوكان في طريقه الي الموت



,,,,

سألت نفسي ماذا عساهم أن يفعلوا؟؟يلقوا بأباهم في الطريق أو يدفنوه من الأن لمجرد انه ميت ميت لا محالة,,يتوانوا عن محاولة علاجه لأن القا ئمين علي علاجه قالوا انه سيموت عما قريب؟؟؟ربما يخلف توقعاتكم ...ربما يأتي قضاء الله وقدره لينجيه في أخر لحظه ويخيب ظنونكم ...ربما يصبح هو من شواذ القاعدة ويخرج من دائرة الموت المحتومة التي فرضتوها عليه....ربما..ربما.....ولكني علي ما أعتقد أنه الان لاقي من يستقبله بصدر رحب بعدما زدتوا علي مرضه ألما أقسي من اّلام مرضه ألف مرة وأضفتم لأسرته البائسة عبئا لم تكن لتطيقه...أقررتم بأنه ميت وهو حي يرزق بينكم وكان قلبه مازال ينبض,,,,,,,ولكن ما لم أكن أتوقعه أن تعاملوه أيضا علي أنه قد مات بالفعل لمجرد أعتباراتكم السخيفة لما سيكون..أذن فليـــسقط العلم الذي يجعل أسرة مريض مثل هذا تعيش ألم موته ,مرتين مرة لحظة أكتشاف مرضه
ومرة لحظة موته الحقيقية,,,فليسقط العلم الذي أحال روشتة العلاج ليست ألا شهادة وفـاة مبكرة مختومة بمجرد توقعات قد تصدق وقد تخيب





توفي أمس5-12-2007 والد صديقتي( عيد) في منزل والدته بالسويس بعدما رفضت المستشفيات هناك أستقباله مع أن أسرته كانت علي أستعداد بأي مصاريف مالية أيا كانت ,وليكن هذا التاريخ شاهد علي معاناة وتجاهل المستشفيات لمريض ميسور الحال ممن يملكون مقدرة مالية علي سداد قيمة المستشفي ,فما بالكم بهؤلاء المرضي ممن لا يملكون!!توفي الأمس المرحوم "عيد "وخلف لأسرته هالة حزن وألم لا نهاية لها

Labels: