كنت أكره كثيرا الأطفال وهم يلعبون بالشارع بصياحهم المستمر وضجيجهم المتواصل وصوت الكرة وهي ترتطم بالأرض وكأنها تحدث رجة عنيفة, كثيراً ما راودني هذا الشعور ولكنني لا أعلم لمَ هذه المرة بالذات التي أستطعت أن أصرفه فيها,ربما لأنني تذكرت أنني كنت في وقت من الأوقات كنت واحدة مثلهم تماماً ومنهم أيضاً ولكن جيراننا وقتها لم يكن لديهم صبرنا اليوم وألهاء أنفسنا عنهم بالأعتياد الي مثل هذا علي أنه واقع قد لن يتغير سوي بأن ينضج كلاً منهم ويلتفت الي دراسته-هذا ان كانوا يجدوا وقت أصلاً لمثل هذه الكبائر في الوقت الحالي,بل ويعتمدون كلياً علي دعوات الست الوالدة التي تشق عنان السماء وتيجي النتيجة علي الحٌرُكرٌك ويعدوا بدعا الوالدين-ولكن كيف يأتي هذا الوقت وعدد السكان يتفاقم يوماً بعد أخر بطريقة رهيبة ,فأن لم يكن هم ,فابالأولي أبناهم -علي أعتبار ما سيكون,دا أذا تيسرت الحالة المادية وسط موجة الغلاء المتواصلة,كما أنه أريح لهم ولأهاليهم أن يصرفوا نظر عن هذا الموضوع تماماً,وأن أجتازوا هذه المرحلة-فأن لم يكن هم ولا أبناءهم فابالطبع سيكون أحفادهم...أي بمعني أصح مش حانخلص وستدور الدائرة كما دارت بي اليوم وتذكرت عندما كنا نلعب جميعاً بالشارع ونحن صغار وكادت الفرحة تصل بي الي أعلي مراحلها حتي وجدت ناقوس الخطر يقترب عندما هددنا أحد الجيران أننا أن لم نكف عن هذا الضجيج سيأتي ويمزق لنا الكرة,ولكن لا أرادياً في غمرة اللعب أخذنا الحماس ولم نلتفت الي صوتنا وهو يعلو شيئاً فشيء كما اننا كنا نعلم في داخلنا أن هذا الكلام مثل أي كلام يأتي أو يجيء ويذهب لمجرد التهويش ولكن لم يكن ليخطر ببالنا أبداً أننا نجد هذا الرجل المتعصب أن ينزل لنا وهو بالفانلة وهو نازل علي السلالم أخذ يتمتم بكلمات غير مفهومة وما الي أخر ذلك من كلمات الوعيد الغاضبة حتي أقترب منا وحدث ما لم يكن في الحسبان ..فقد انتزع مننا الكرة التي كنا نلعب بها وأخرج سكيناً من جيبه وأخذ يمزقها حتي لم يتبقِ منها سوي مجرد أطلال ثم ألقاها بعيدا وقد أستراح ضميره وخلد هانئاً الي نومه ونحن الي بيوتنا باكين...حقاً أن الزمن يعيد نفسـه
Labels: يا لهذا الزمان
0 Comments:
Post a Comment
<< Home