هكــــذا أكـــون

Friday, September 15, 2006

مـــــــــــن واقــــع الحيـــــــــــــــــــاة

أعشق هذه القصــة لكونها قصـة واقعية تفطر القلب,فستعلم وقتها قيمــة كل ثانية من حياتك اذا تركتها تضيـع هبــــاءا ,وستعلم عندها أنها قد تشكــل فارقا كبيرا في حياة شخص أخــر قبل أن يكون قد فــــات الأوان,أوان الـــرحيـل.بعد 21 سنــة من زواجي ,وجدت بريقاّ من الحب,قبل فترة بدأت أخرج مع أمرأة غيــر زوجتي,انها ليست خيانة بالمرة فقد زوجتي علي علم بهذه العلاقة الطاهرة والرابطة القوية التي تجمعنا ,فهي تعلم انني سأظل بجوارها الي أخر يوم في عمري والي أخر لحظــة أتشبث بها في حياتي.فقد بادرتني زوجتي بقولها:"أعلم جيداّّّّ كم تحبها"...أنها المرأة التي أرادت زوجتي أن أخرج معها ,اقضى وقتي معها...كـــانت أمـــــي التي ترملت منذ19 سنة,ولكن مشاغل العمــل وحياتي اليومية ,فلي 3 أطفــال ومسؤوليات دفعتني ألا أزورها الا نادرا.في يوم أتصلت بها ودعوتها الي العشاء سألتني:"هل انت بخيـــــر؟"لأنها غير معتادة علي مكالمات متأخرة نوعا ما ,فهي تقلق الي حدما .فقلت لها:"نعم أنا ممتـــاز ولكني أريد أن أقضـي وقت معكي يا أمي"..قالت:"نحن فــــقط؟"فكــرت قليلا ثم قالـت :"أحب ذلك كثيــرا".وفييوم الخمــيس وبعد العمل,مررت عليها وأخذتها,كنت مضطرب قليلا,وعندما وصلت وجدتها هـي أيضا قلقة ،وكانـــــت تنتظر عند الباب مرتدية ملابس جميــلة ويبدو أنه أخــر فستــان قد أشتراه أبي قبــل وفاته.أبتسمت أمـــي كملاك وقالت:"قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع أبني ,والجميع فرح,ولا يستطيعون أنتظار الأخبار التي سأقصها عليهم بعد عودتــي".ذهبنا الي مطعم غير عادي ولكنه جميــل وهادىء ..تمسكت أمي بذراعي وكأنها السيــدة الأولي,بعد أن جلسنا بدأت أقرأ قائمة الطعــام حيث أنها لاتستطيــع قراءة الا الأحرف الكبيرة,وبينما كنت كانت تنظر الي بأبتسامة عريضة علي شفتاها المجعدتان وقطعتني قائلة:كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغيــر,أجبتها :"حان الأن موعد تسديد شىء من ديني بهذا الشىء ...أرتاحي أنت يا أمــاه,تحدثنا كثيرا أثناء العشاء لم يكن هناك أي شىء غير عادي,ولكن قصص قديمــة علي قصص جديــدة لدرجة أننا نسينا وأخذنا الوقت اي مابعد منتصف الليل وعندمــا وصلنا الي باب بيتها قالت:"أوافق أن نخرج سويـا مــرة أخري ,ولكن علي حســابي",فقبلت يدهــا و ودعتهــــا.فقد كان هذا فعلا هو الـوداع....بعد أيام قليلة توفيت أمــي بنوبة قلبية.حدث ذلك بسرعة كبيرة لم أستطع عمل أي شىء لها.وبعــد أيام وصلنــي عبــر البريد ورقة من المطعم الذي تعشينا به أنا وهي مع ملاحظة مكتوبة بخطهــا :"دفعت الفاتورة مقـــدما ..كنت أعلم أنني لن أكون موجــوده,المهم دفعت العشــــاء لشخصين لــك ولــزوجتك ,لأنك لن تقــدر ما معني تلك الليلة بالنسبــة لي...أحبــــــــــك يا ولدي"..في هــذه اللحظــة فهمت وقدرت معني كلمة"حـــب" أو "أحبك" وما معني جعلــنا الطرف الأخـــر يشــعـر بحبـــنا ومحبــتنا هذه.....لا شـــىء أهــم مـن الوالديــن ...امنحهــــــم الوقــــت الــــذي يستحقـــونه بعــد قراءة القصـــة تذكرت قصــة من سأل عبد الله بن عمــر وهو يقـــول:أمـــي عجوز لا تقوي علي الحراك ,أصبحت أحملها الي كل مكــان حتـي لتقضـي حاجتهــا .وأحيانا لا تملك نفسهــا وتقضيها عليّ وأنا أحمـلها..أتراني قد أديــت حقــها؟...فأجابه ابن عمـــر"ولا بطلقة واحدة حــين ولادتك....تفـعل هـذا وتـتمني لها المــــوت حتـي ترتاح أنـت وكنت تفـعلها وأنت صغيــر وكـانت تتـمني لـك الحيــــــــــاة


Labels: