أجل ,,انها البرنسيسة ..أجمل امرأة في نظري حتي وإن ارتسمت علي وجهها الجميل اثار الشيخوخة الناجمة عن صراع طويل مع الزمان ،انتهت لصالحه!! ،حتي سلبها كل ما تملك من قوة وبأس وفي نظرها قد سلب منها جمالها ايضاً وإن كنت اخالفها في ذلك....انهــــا جدتـــــــــــــــــــــــــــــــــي التي أعشقها أكثر من اي شخص أخر ،اجد كياني كله متعلق بها لا يقوي علي فراقها او نسيانها وإن كان بعيداً عنها،فلقد اصبحت جزء منه لا يتجزء ولا ينفصم عنه....انهـــــا جدتـــــــــــــــــــــــــــي التي أري براءة الأطفال في عينيها ،فهي بالرغم من سنها الكبير ..الا انها تشعرك كأنك مع طفل صغيـرفلقد صدق أبي عندما قال لي ان عقل الأنسان ماهو الا درجات سلم تعلو حيناً،ثم تثبت علي حالها،ثم تنخفض حيناً أخري .وأما السلم فهو الحياة..ومن هنا عرفت ان جدتي في المرحلة الأخيرة ..مرحلةالأنحدار..فقد سلبها الزمن جزء كبير من ذاكرتها ،وبدا هذا يوماً ما واضحاً لي ،عندما قلت لها تاريخ هذا اليوم وسألتها عما يحمل لها من ذكري ،فأجابت السؤال بالسؤال،ورفضت ان اقول لها سوي بعد ان تجيبني.وللأسف فهي فعلاً أجابتني ،ولكن لم تكن الأجابة التي كنت أرجوها،فقالت لي عيد ميلاك؟فأجبتها لا.فعاودت تسألني عيد ميلاد فلان..وهكذا حتي سردت لي كل أسماء العائلة تقريباً وفي كل مرة كانت أجابتي بالنفي المصحوب بخيبة الأمل فلم أكن أتوقع انها ستنسي يوم عيد ميلادها !!!اليوم الذي ولدت فيه،وهباها الله فيها الحياة وفي نفس اليوم سلبها الله جزء مما أعطاها أياه،جزء من ذاكرتها ..وهكذا أمنت يومها أن الحياة"هات وخد".ولكن ما باليد حيلة..أجل فهذه سنـة الحياة.أنهـــــــــــا جدتــــــــــــي فهي تتسم بالبراءة و الشقاوة في ذات الوقت..اغلب اسباب شقاوتها هي رفضها الطعام..وهي مشكلة لا يتقبلها اي منا .. واي محاولات منا لعكس الوضع تنتهي من ناحيتها بالصراخ والعويل حتي تتوهم اننا سنستسلم ونرفع الراية البيضاء،ولكنها عندئذ تكون مخطئة..انهـــــــا جدتــــــــــي ،تلك السيدة العصرية التي لا ينازعها أحد في ذلك من عصرها..تلك السيدة التي أشتاق اليها وأنا قريبة منها ،أغوص في بحر عيناها الزرقاوتين فتختفي كل همومي ،أبحر فيهما حتي أصل الي بر الأمــان،أبكي في حضنها الدافىء فتعطني أحساساً بالراحة وتزول عندئذ كل ألامــي ...أنها تلك العجوز التي تعيش بين أربع حيطان لا تغادرهما الا كل حين و الأخر،الوحدة من أعز أصدقائها و النوم أقرب مفر لها،والظلام يلف عالمها ..ومع ذلك فهي تهب كل من حولها الحب والعطاء والحنان وإن كانت تفتقده في عالمها..انها تلك السيدة التي لا أستطيع العيش بدونها..أنها البرنسيســـــــــة التي طالما كانوا ينادونها هكذا وهي في ريعان شبابها ،هو ذلك اللقب الذي أناديها به وهي في أشق مراحل عمرها..أنها الشيخوخة التي لا ترحم ولا تعتق..أنها البرنسيســة التي سأظل أناديها هكذا الي الأبد ,حتي وإن تستمر هي في ضحكها مستنكرة قائلة:هو فين بس ،أنا ست عجوزة . راااح زمن الشبــاب....لا لم يذهب زمن الشبــاب يا جدتـي فهو باق فيكي،،متمسك بروحك الشابة ولا تخدعك المظاهر فأنها لن تعيقنا عن رؤية الجــــمال الداخلي مهما طــــــال الزمـــن
تلاتة في البلكون،يا سودة فرقعي
الذي خلـقني،فهو يهديـني::والذي هو يطعمني ويسقـيني
واذا مرضــت فهو يشـفيــني::والذي يميتــــني ثم يحينـــي
والـــذي أطـمــع أن يغــفـــر::لي خطيئتي يوم الـــــديــــنٍ
2 Comments:
At 5:54 AM, محمد أبو زيد said…
جداتنا الطيبات الرائعات الجميلات هن حقا منيمددنا بقوة المحبة ،نظراتهن المربتة على أحزاننا ، طيبة قلوبهن ، إحساسهن بألمنا ، خوفهن علينا من اي شيء ، قلقهن ، حزنهن ، يشعرننا دائما أنهن مخلوقات ليست مثلنا ن عشن زمان أجمل ، وحياة أكثر وضاءةومحبة
ربنا يخلي لك جدتك
At 10:53 AM, freeSoul said…
it is very touching hour much pure feelings you have toward your grandmaa
you reminded me of my grandfather and how our relationship was special, yet unlike you in his last days i wasn't there most of the time until i got the hard news and i felt shocked, like something is wrong, it can't be him
i even remember i sat on a rock on front of the university unbelieving for a while before i go there with a very heavy heart
god saves your grandma and keep this warm nice relation between you all the way
Post a Comment
<< Home